السلام عليكم
ازيكم :-
من عدة ايام كنت فى اجازة ..لم اكن متحمسة لها فى البداية ..لكن امى شفاها الله وعافاها اقلقتنى عليها واصرت على حضورى لزيارة بلدتى الصغيرة الجميلة
ذات الطابع الفريد والذى يشبهنى كثيرا ...
فى اخر مصر هى ...لا يمر عليها احد ...لابد لمن ارادها ان يقصدها ...
طريقها وعر وليست معبدة الطرقات
تحمل زخم التاريخ الاسلامى وعراقته ... اهلها طيبون لكنهم كثيرى الكلام كعادة المصريين ولكنهم يزيدون عنهم بانهم يمتازون بالرضا والفراغ
طموحاتهم محددوة ..والقليل يرضيهم ....ساحليون ...يعشقون البحر والسمك
ولا يتأففون من رائحته التى تعلن عن هويتهم الاصيلة كصيادين
أمر بين اسواق السمك ...يتذكرنى احدهم فيبتسم لى ابتسامة معرفة قديمة
كنت غريبة
اهيم فى الطرقات اتأمل البيوت واشم رائحتها .. كنت احب مدينتى باسلوبى
لم يعتادوه ..لم يقبلوه ... ولكنهم ...اخيرا فهموه ... ربما لم يفهموه تماما لكنهم
عرفونى ..وتقبلوا اختلافى .. طبيبون اهلى هم
ابتسم لحارس البيت الاثرى فينظر لى بتعجب متسائلا :-
لست من اهل البلد ؟ لم ار احد من اهل هذه البلد يزورها !!!!
اكيد انتى غريبة
تزداد ابتسامتى :- لا انا هى تماما
يرفض ان ادفع رسوما يعزمنى على الجولة الالف لى على حسابه وحساب بلدتى الجميلة القابعة على وجنة النيل فى سكون لاتعلن عن نفسها ابدا ..بل ربما تنفر منها الزائرين
اتسلق الجبل القديم
جاءوا اليه حاملين معاولهم والياتهم
أساوا هم لبلدتى الجميلة مدوا ايديهم الخبيثة لتعبث بها لتنقب عن اوهام يبتزون منها تاريخها ويسرقونها ويتركونها خربة
لكنها دائما ما تغفر ودائما ماتعيد بناءها وبنيانها القديم
لا يعرف قاموسها اليأس والاستسلام ..ولا تبغى علو فى الارض
يبنون فيها القصور فيفسدها هواؤها ...يبنون الاكواخ تدعمها وتعين لها حراسا
رائحتها لست كأى رائحة
ملمس رملها ليس كأى بشرة
مذاق الملح فيها ليس كأى طعم أخر
جميلة هى مدينتى
بسيطة
عريقة
ساكنة
تهيص مع الهيصة ثم تعود تدير وجهها عنهم لتستلقى على حافة الزمن بلا مطالب
احبها
احبها فى كل احوالها
اغيييييييييييب
واعود لها
تقبلنى
فاحتضنها