كنت اشاهد الموقف وانا فى حال عجيب ..قلبى يعيش حالة من التقلبات المتلاحقة لايهدأ على حال
..صعب جدا أن تكون فى اللون الرمادى
..اتعرف احساسك حينما يمسك الناس بالحرامى الذى سرقك
ويقتلونه ضربا فتشعر بخلع فى قلبك يجعلك تكاد تعطيه ماكان سيسرقه وزيادة
..ان لم تكن خبرت هذا الاحساس فلا تعبأ بكلامى
..لم اكن صغيرة حين حدث الطلاق لكن متى كبرت لهذة الدرجة
..لم اكن بهذا الشيب منذ ايام
..ارتدى ملابس العيد ينظر لملابسى ويصدر لى استحسانا بعينيه كعادته
..طفل هو مثلى
..يسألنى هدوم العيد
؟يرفع حاجبيه كأننا مازلنا ليلة العيد نتبارى فى وضع الملابس على حافة السرير
وكل منا مستول على طرف منه ينشر عليه قواته نتسابق من ينهى وضع اشيائه كاملة !!
كنت اسبقه دائما وكان يغش كل مرة فاترك ساحة السباق وانا اضحك .
.حوسة كل عيد حنام فين يا فالح ..؟
؟نفترش الارض حتى لانفسد بهجة بيات الملابس فى مكانها منذ طفولتنا .
.كنا تعاهدنا على الاخلاص لطفولتنا معا بمبعد عن الفضوليين .
.نرتدى الملابس الرسمية فى الحفلات فنبدو كم فى الاربعين تقطر الحكمة والوقار منا .
.ونخرج منها خالعين احذيتنا نجرى خلف ظلنا فى الشوراع الخالية
ولسعة برد لطيفة تشعرنا بملكية الشارع فالكل اختبأ فى السيارات .
.ونلمح ظلا ثالث فنخفى الاحذية واتابط ذراعه عودا لذات الهيبة والوقار ..
ويمر الظل ونحن نخفى ضحكاتنا ..
هى دى هدوم العيد؟ لم يرها ولم يخترها معى كعادته ..
ولم يقنعنى برايه فى الذوق حتى يبكينى وانا اخذها متضررة وشاكرة ..
كان مشغولا بتغيير كالون الشقة ..لم استطع منع نفسى من سؤاله ليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال لى اصلهم قالولى انك رحتى لاهلك عشان تجيبهم ياخدوا الشقة باللى فيها .
.كنت افهم منطقه تماما .
.فرددت خير عندهم حق فى ستات كتير بتعمل كدا فعلا بس ايه خلاك تفكر انى كدا؟؟؟
؟ثم ادركت متأخرة كعادتى مدى سذاجة الحوا
ر فجاوبته وانا امسك بقماش ملابسى (لا دى هدوم الطلاق )
كان يرتدى القميص الذى احبه ويضع العطر المفضل .
.لكنى كنت أود ان استشير احد ماذاتفعل النساء فى هذه المواقف .
.لماذا انتبهت لتلك البقعة فى قميصه فثارت نفسى ؟
؟كيف يصبح هذا امر لايعنينى فجأة ؟كيف اتغلب على ذلك الاحساس دون ان تذرف عينى ...
كان يرقبنى بشدة ..يوصل لى نفس الشعور المقبض انى مراقبة ..ان انفاسى محصورة ..
يااااااااااااااااااااااااااه وبعدين بقى فين الماذون ده ؟
اسمع صوتابى يردد ادعية او يقرأ شيئا من القرأن فاحاول ان استدعى شيئا من ذاكرتى فلا اذكر شيئا .
.ظللت اردد طوال الليل( لااله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين) تريحنى كثيرا..
اردد لااله الا انت ...ايه؟ اميل على ابى :
بابا ( لااله الا انت سبحانك) ..بعد الا الا انت ايه ؟!!!!!!!!!!
ينظر لى ويقبل راسى وياخذها فى صدره فاغمزه
(لا يا بابا لا حعيط مش عيزاهم يشفونى بعيط والنبى ) فيقولى (مرة واحد ..........
لم اسمع النكتة لكنى قبلت عينيه بعينى ..
تبسمت حينما سمعت ضحكته المبحوحة الخجلة دائما ..
حين خرجنا قال لى مبروك يا ستى ..رجعتى انسة تانى .
.لا ادرى اضحكت حتى بكيت ام بكيت حتى صدقت
كنت مازلت فى اجازة العيد ..لم يكن عندى الكثير من الاثاث .
.كان نصيبى الذى ارتضاه لى فتات ..لم اترفع عنه ..لاوقت لهذا الهراء
غدا اعود لعملى ..احمل هم فوق الهم ..غدا لابد ان ابحث عن استاذ فقه يعلمنى ما خطوتى المقبلة ..
اتخذت قراراتى سريعا كان عقلى صافيا وكأنى وضعت له قطع غيار جديدة تعمل بكامل طاقتها ..
اوممممممممممم .. حنضع تلك الكنبة هنا ..اريد ان افتح الكراتين حتى اخرج كتبى المتبقية .
.حنزل اشترى بوتجاز وتلاجة وغسالة
ليس لى نفقة ..فانا خرجت وحدى دون ولد ..
.على عكس كل ما هو متوقع ان ذلك يسعدنى لكنى كنت اتمنى ان اربى طفلا .
.ان اجد لنفسى موقعا من الانوثة .
.اخترت الشقة امام مكان عملى بضع امتار تعطى ايحاء بانى مازلت فى شقتى القديمة
حينما امشى كعادتى فى نفس الاتجاه ..لم يكن ابداالطريق واحد ..
لن يعرف احد الان ..لم اختر الوقت المناسب لى ..
فليبق الامر اذن كماهو الى ان استعد لذلك .
كان صعبا جدا ..ان تخفى كسرا فى روحك ..حاول ان استطعت ..
نزلت مع أخى لشراء المستلزمات .
.سجلت الاموال التى اخذتها من ابى واخوتى وامى ..وصديقتى المقربة .
.لم تكن جدولة الديون الان لها معنى ..لكنى عزمت على ردها سريعا ..
استعددت للعدة .. ممنوع الخروج الا لمصلحة ضرورية لايقوم بها غيرى .
.لم يضايقنى ذلك ابدا كنت وانا اقضيها ابحث فى نفسى عن حكمتها غير تعلق نطفة ..
حين جلست وحدى طلبت من والدى ان يتركانى فى المدينة ويعودا لبيتهما .
.صعقت امى صرخت بغضب ممزوج بتوسل :
لا لازم ترجعى معايا لا مش حسيبك هنا ابدا ابدا لا قول حاجة يا حاج )
لم اقو على النظر فى عين ابى كان طلبى فوق كل منطق و كل شرع وكل ............ ..
ما لى فى هذه البلد كى اتمسك به؟!!!!!!
سكت ابى ثم رفع رأسه وسالنى حتعدى هنا ليه ؟
فهمست وانا لاأمل فى ان يسمعنى حتى .........حموت يا بابا لو رجعت دلوقت ......
.اعد معايا كام يوم حتى لغاية مااسوى شغلى
كان ابى لايؤمن بعمل المرأة ولا بخروجها لكنه ابدا لم يكن متحجرا نظر فى عينى مباشرة .
.فتشجعت وخشيت ان تفهم دموعى الهاربة كوسيلة ضغط عليه
..فاكملت مسرعة ..مش عايزة حد يمصمص شفايفه على ..مش حتحمل ....
بص يابابا ماليش عين اقولك اى حاجة بس ..المرة دى مش حخذلك .
.مش لازم الناس تعرف ..بنتك فين فى مصر وجوزها مانع اى حد يتصل بيها الا انا وامها بس
..لغاية مااقف على رجلى و..لو عايزنى ارجع حرجع...
قام ابى من مكانه قائلا لامى اعدى مع بتك لما تخلص عدتها وانا حبعتلكم السمك اللى بتحبه .
.واتجه الى الباب ثم قبل ان يفتح الباب قال وهو كان ينفعك اصلا ..حد يتجوز واحدة ارجل منه ؟!!!!!!!!
وان كان على البلد بنت ....... سيبك منهم وانا حتصرف
من اين له بكل تلك الثقة ؟!!! كيف وافق ببساطة كدا .
.بصيت لامى وسالتها ..معقولة يا ماما وافق ؟!!!
فردت وهى تمسح شعرى وهو يا بنتى مش عارف بنته .
.دالو الدنيا كلها وقفت ضدك هو لا..دا مابحلف الا بيك ؟ انتى ابتلاؤهانا لله وانا اليه راجعون .
. لا بس انتى جدعة ..انا عارفة انك جدعة ..بس ليه تكتبى على نفسك الغربة ..ماتيجى فى وسطنا يا بتى ..
قبلت يدها قائلة ( لا يا ماما ماينفعش دلوقتى لما اتعلم الدرس مش حسيب مصر الا وانا راجعة بتك تانى دلوقتى لا )
دخلت غرفتى ..وتركتها تقيم الصلاة ..كنت اود ان ابكى ..كانت دموعى كفائض سد يحجز فيضانا خلفه ..
كنت افتقد الخصوصية فى كل مكان من سنوات ..
الا من مكان ياربى ابكى فيه دون ان يسألنى احد او يواسينى
فى طريق عودتى من العمل برقت السماء فى لحظات ورعدت ونزل المطر ونزلت معه كل دموعى الصامتة
وانا انظر الى السماء واهمس احمدك يارب ..اشكرك يارب اشكرك
كنت اشعر بقوة المريض فى قترة نقاهة
وتعلمت ان ايكى حتى لاتؤلمنى الدموع