16 فبراير, 2008
2.. رماح وأنا
حينما رأتنى أمى نظرت لى بجزع وقالت لى :
- مالك فى ايه مين بيجرى وراكى ؟؟
فنظرت اليها وانا مازلت ألهث وقد قررت الكذب كعادتى معها :
- ال .. العيال ..اص.. اصلنا كنا بنلعب ...
وتحاشيت النظر اليها وكعادتها دائما اكتشفت كذبى .. فضمتنى وهى تقول :-
-خشى اتشطفى وماتخافيش .
كنت أود أن اصارحها بما حدث ولكنى خشيت أن أبوح بسر مخبئى وأن تعرف أنى أطلع الكومة وهذه جريمة فى حق البنات يسحققن عليها ماهو أكثر من العلقة المحترمة .. ربما مش بعيد يجوزوها ويستروا عارها .. فاطرقت رأسى ومضيت .
قبل أن يغرب الشمس بقليل تسللت مرة أخرى الى الكومة ..كنت أشعر برعب كبير .. لم أصعد من الطريق المعتاد إلتففت حول الكومة وباعدت المسافة حتى أتأكد أن الرجل الشرس ليس موجودا .. كانت عينى على الكتاب أبحث عنه بعينى على رغم بعد المسافة الا أنى كنت اأمل ان اراه ،ظللت أدعو الله وأنا اردد :-يارب الاقيه ( الكتاب ) يارب ماقابلوش (الرجل )يارب ماكنوش مسكوه (الحصان) .
خلعت حذائى الذى دائما ما يعوقنى فى صعود الكومة وأمسكته فى يدى وانا اهرول الى الجميزة .. وعندما وجدته كنت اكاد اطير فرحا (الله يارب احمدك يارب اشكرك يارب) وفى غمرة فرحتى به لم ادرك وجود الظل خلفى حتى سمعت صوته فاجفلت مفزوعة واصدرت صوتا مكتوما من الرعب وتلفت حولى بسرعة أدور وأدور حتى ثبت جأشى فرأيت الحصان يقف خلف الشجرة العملاقة التى تكاد تخفيه وكأنها تحميه وتستره خلف ظهرها ...
للحظات لم أدر ماذا افعل ؟!! وكالبلهاء تسمرت فى مكانى وأنا انظر اليه وهويبحث عن شىء ما فى الارض ثم قلت له :-
هما كانوا بيضربوك ليه ؟ هو انت بتعض ؟؟؟ .. طيب بص أنا مامعملتلكش حاجة ماشى ..انا حروح بقى ماشى ؟
ورفعت رجلى ببطء ومضيت وانا احتضن كتابى وأخشى ان انظر الى الوراء حتى لاتتحقق مخاوفى واجده خلفى ولكنى تشجعت ونظرت فرأيته يمشى بعيدا وهو يهز رأسه ويلتقط شيئا من الارض يمضغه .. فوقفت انظر اليه وقد اطمأننت الى المسافة بينى وبينه .. وتأملته ..كان بديعا له شعر رائع طويل وعينان واسعتان حيتان .. وجسد رشيق يعلن عن اصل راق .. فجلست مكانى وأنا مازلت انظر اليه فظل يحوم بعيدا عنى وكل منا يخشى الاخر .. ليتنى ما خشيته ليتنى ما اضعت لحظة واحدة بجواره لانعم بتلك الذكريات الضئيلة الان والتى كادت تبلى من كثرة اجترارى لها .. أيام قليلة منحتنى حياة تنبض بالصدق والروعة .. كان حبى حصان .. نعم !!لم اجد اصدق منه ولا اكثر قربا وعطاء ..
لكنى لم أجرؤ على القرب منه فأثرت السلامة وعدت..... ربما كان هذا اول طريق ايثار السلامة الذى اعتدته وانتهجته بعد ذلك.. وعندما وضعت راسى على وسادتى كان قلبى ينبض بشدة وأنا اشعر بإثارة كبيرة وقررت أن أذهب الى الكومة صباحا وأن اقترب منه ..
مرسلة بواسطة لعلها خير في 12:25 م 0 التعليقات
التسميات: رماح
2.. رماح وأنا
حينما رأتنى أمى نظرت لى بجزع وقالت لى :
- مالك فى ايه مين بيجرى وراكى ؟؟
فنظرت اليها وانا مازلت ألهث وقد قررت الكذب كعادتى معها :
- ال .. العيال ..اص.. اصلنا كنا بنلعب ...
وتحاشيت النظر اليها وكعادتها دائما اكتشفت كذبى .. فضمتنى وهى تقول :-
-خشى اتشطفى وماتخافيش .
كنت أود أن اصارحها بما حدث ولكنى خشيت أن أبوح بسر مخبئى وأن تعرف أنى أطلع الكومة وهذه جريمة فى حق البنات يسحققن عليها ماهو أكثر من العلقة المحترمة .. ربما مش بعيد يجوزوها ويستروا عارها .. فاطرقت رأسى ومضيت .
قبل أن يغرب الشمس بقليل تسللت مرة أخرى الى الكومة ..كنت أشعر برعب كبير .. لم أصعد من الطريق المعتاد إلتففت حول الكومة وباعدت المسافة حتى أتأكد أن الرجل الشرس ليس موجودا .. كانت عينى على الكتاب أبحث عنه بعينى على رغم بعد المسافة الا أنى كنت اأمل ان اراه ،ظللت أدعو الله وأنا اردد :-يارب الاقيه ( الكتاب ) يارب ماقابلوش (الرجل )يارب ماكنوش مسكوه (الحصان) .
خلعت حذائى الذى دائما ما يعوقنى فى صعود الكومة وأمسكته فى يدى وانا اهرول الى الجميزة .. وعندما وجدته كنت اكاد اطير فرحا (الله يارب احمدك يارب اشكرك يارب) وفى غمرة فرحتى به لم ادرك وجود الظل خلفى حتى سمعت صوته فاجفلت مفزوعة واصدرت صوتا مكتوما من الرعب وتلفت حولى بسرعة أدور وأدور حتى ثبت جأشى فرأيت الحصان يقف خلف الشجرة العملاقة التى تكاد تخفيه وكأنها تحميه وتستره خلف ظهرها ...
للحظات لم أدر ماذا افعل ؟!! وكالبلهاء تسمرت فى مكانى وأنا انظر اليه وهويبحث عن شىء ما فى الارض ثم قلت له :-
هما كانوا بيضربوك ليه ؟ هو انت بتعض ؟؟؟ .. طيب بص أنا مامعملتلكش حاجة ماشى ..انا حروح بقى ماشى ؟
ورفعت رجلى ببطء ومضيت وانا احتضن كتابى وأخشى ان انظر الى الوراء حتى لاتتحقق مخاوفى واجده خلفى ولكنى تشجعت ونظرت فرأيته يمشى بعيدا وهو يهز رأسه ويلتقط شيئا من الارض يمضغه .. فوقفت انظر اليه وقد اطمأننت الى المسافة بينى وبينه .. وتأملته ..كان بديعا له شعر رائع طويل وعينان واسعتان حيتان .. وجسد رشيق يعلن عن اصل راق .. فجلست مكانى وأنا مازلت انظر اليه فظل يحوم بعيدا عنى وكل منا يخشى الاخر .. ليتنى ما خشيته ليتنى ما اضعت لحظة واحدة بجواره لانعم بتلك الذكريات الضئيلة الان والتى كادت تبلى من كثرة اجترارى لها .. أيام قليلة منحتنى حياة تنبض بالصدق والروعة .. كان حبى حصان .. نعم !!لم اجد اصدق منه ولا اكثر قربا وعطاء ..
لكنى لم أجرؤ على القرب منه فأثرت السلامة وعدت..... ربما كان هذا اول طريق ايثار السلامة الذى اعتدته وانتهجته بعد ذلك.. وعندما وضعت راسى على وسادتى كان قلبى ينبض بشدة وأنا اشعر بإثارة كبيرة وقررت أن أذهب الى الكومة صباحا وأن اقترب منه ..
مرسلة بواسطة لعلها خير في 12:25 م 0 التعليقات
التسميات: رماح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق